في إطار مبادرة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الهادفة لنشر قيم التعايش، وبخاصة في أوساط الفئات الشابة، نظم المجلس بالتعاون مع مسجد السلام بأنفرس ندوة علمية بعنوان : الشباب والعيش المشترك .

 

شارك في الندوة رئيس المجلس السيد الطاهر التجكاني، والسيد الخمار البقالي عضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ورئيس جمعية الأئمة بهولندا، والأستاذ عادل الجطاري عضو المجلس العلمي المحلي وخطيب مسجد المتقين ببروكسيل، والأستاذ  عبد السلام الرباج خطيب مسجد المحسنين ببروكسيل، وبمشاركة الأستاذ خالد بن حدو خطيب مسجد الفتح بمدينة خنت وناشط جمعوي.

 

افتتح الندوة العلامة السيد الطاهر التجكاني رئيس المجلس بشكر المشاركين والحضور وإدارة المسجد، ثم تليت آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ خالد بن حدو.

 

عقب ذلك تناول الكلمة العلامة الطاهر التجكاني رئيس المجلس، سلط في مطلعها الضوء على عنوان الندوة، وأهمية مرحلة الشباب، كما وضع من خلال مداخلته إطارا للندوة تمثل في تأصيل مبادئ للعيش المشترك انطلاقا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هذه الأصول، اعتبرها فضيلته، قيما مشتركة تمكن المسلم وغير المسلم من بناء جسور للتواصل والتعايش المشترك المفضي لإعمار الأرض وبناء نسيج اجتماعي قوي ومتماسك تسوده المحبة والتعاون.

 

واستعرض في أثناء حديثه تلك المبادئ والأصول والتي من أبرزها:

 

الأخوة الإنسانية باعتبار أن أبا البشرية واحد هو آدم عليه السلام، والمساواة المتمثلة في تكريم الله للإنسان من حيث هو إنسان، والاحترام المتبادل، والتعارف المفضي إلى التآلف والبر، الذي هو أرقى صور الإحسان لكافة الناس بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو الديني، والقسط المتمثل في أنقى صور العدل، وهو المصطلح الذي عبر عنه القرآن الكريم ودعا المسلم إلى امتثاله.

 

ثم جاءت مداخلة الأستاذ الخمار  البقالي، والتي تمحورت حول ضرورة التزام المسلمين عموما والشباب خصوصا بقيم دينهم النبيلة، باعتبار أن الجميع يدخل تحت دائرة التكليف، كل حسب طاقته واستطاعته، ودعا الجميع إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة التي جاء الإسلام متمما لها، وفي مقدمتها الصلاح والإصلاح والبعد عن الفساد والإفساد، وساق لذلك أمثلة من بعض الظواهر الاجتماعية السلبية البعيدة كل البعد عن منهج الإسلام، والتي قد يكون السبب وراء انتشارها بين الشباب الفهم الخاطئ للتدين وللدين، وللتخلص من تلك الظواهر والممارسات دعا لوجوب التعلم والإعلاء من قدر العلم وأهله.

 

عقب ذلك تناول الكلمة الأستاذ عبد السلام الرباج، عرج فيها على توصيف حالتين يعرفهما واقع شبابنا. تتجلى الأولى: في ركون البعض منهم إلى الخمول والانكماش نتيجة الشعور بعدم القدرة على التأثير والفاعلية، فيما تتمثل الأخرى في العناد والمكابرة والحرص على المصلحة الخاصة والعاجلة، وعدم الاكتراث لما فيه النفع العام. ورد هذه الازدواجية إلى اقتصار كل من النموذجين على جانب مما خص الله به آدم في خلقه، جانب التكريم وجانب مادة الخلق، وهو ما تمثل في قصة ابني آدم قابيل وهابيل. وللخروج من السلبية والدونية، والتخلص من العجب والفوقية، دعا الأستاذ إلى ضرورة التحلي بالفاعلية من خلال الانخراط في العمل الخيري على اعتبار أن له انعكاسا مباشرا على المجتمع الذي يعيش فيه الشباب مما يمكنهم من إيجاد مكانة تليق بقدراتهم ومواهبهم ومهاراتهم، وتسهم في تبوئهم مراكز الريادة في مختلف المجالات.

 

ثم أفسح المجال أمام مداخلة الأستاذ عادل الجطاري، والتي دعا من خلالها إلى أهمية الاستعانة في الوقت الراهن بالخطاب الذي ميز القرآن المكي في بناء الشخصية المسلمة المتميزة في مجال البر والإحسان إلى جميع الفئات داخل المجتمع، وبخاصة الفئات الأكثر هشاشة، وساق لذلك أمثلة من السور المكية، ومن جهة أخرى سلط الضوء على بعض الأدوار الدينية المنوطة بالمسلم اليوم وعلى رأسها إسهامه في الحد من الفتن والعمل على إطفائها، ثم بين أن من أبرز مميزات المسلم عدم الانتقاص من إنسانية الإنسان بلعن أو سب أو شتم أو أي لون من ألوان الأذى، وساق لذلك أمثلة من حياة رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.

 

وفي ختام الندوة قام الأستاذ خالد بن حدو بترجمة مختصرة باللغة الفلامانية لما ورد في مداخلات الأساتذة.

 

1

 

2

 

3