على هامش الدورة 13 لمهرجان السينما و الهجرة بأڭادير، قام مجلس الجالية المغربية بالخارج بنشاط تفاعلي أطلق عليه اسم “أرڭانة الكلمات” و هو تقليد إفريقي يجمع تحت شجرة الباووباب الإفريقية شيخ وحكماء القبيلة لتدارس أحوال الناس.

 

في أڭادير تألقت الكاتبة و السينمائية الفرنسية من أصول مغربية بوشرة عزوز بفلمها و كتابها “أمهاتنا”. الكتاب يرصد مسار الأم الحجة رحمة التي، رغم مرارة الغربة و الفقر استطاعت إخراج من رحمها ومن تربيتها ثلاث دكاترة و كاتبة مستشارة لوزيرة حقوق المرأة بفرنسا. الحاجة رحمة كانت حاضرة بشموخ سنها الذي يناهز السبعين سنة بأڭادير،  نظرت لطلبة جامعة ابن زهر بابتسامة و قالت لهم «كلماتي تخونني و لهذا ومنذ سني الستين بدأت أرسم تراكمات تحسراتي، أول حسرة هي عدم دخولي المدرسة و كان انتقامي هو المتابعة الدؤوبة لتربية بناتي و أبنائي».

 

أما عدنان حيدرة ذو الأصول الإڨوارية والذي مازال في العشرينيات من عمره فقد قدم شهادة في حق أمه المغربية «خلال الحرب الأهلية في ساحل العاج، أمي كالأمهات المغربيات، احتفظت بشجاعة خارقة؛ وواجهت بربرية بعض المجموعات المسلحة بدم بارد و بإيمان راسخ. بفضلها أنا الآن أنعم بحياة سعيدة بين الرباط و أبيدجان وأتمنى أن ينتصر حنان الأمومة والتربية والدراسة اعلى لحروب و الفوضى».

 

من جهته تحدث سكو عمر من غانا كوناكري، وقدم نفسه باللهجة المغربية: «الرباط هي مدينتي فتحت لي أبواب جامعتها. أما المغرب فقد تحمل عبء دارستي الجامعية. بلدكم يعطي عشرات المنح للطلبة المتفوقين في إفريقيا وهذا يجعل المغرب محبوب في القارة، رغم صعوبة التأقلم و بعض ردود الفعل العنصرية التي تواجه كل مهاجر في أي بقعة من بقاع الله الواسعة و هذا ما يجمعنا بأصدقائنا مغاربة العالم».

 

في نفس الاتجاه ذهب السيد بارفي من رواندا بابتسامة شبابية واثقة قائلا «بعد فظاعة التصفية العرقية التي عاشها الشعب الرواندي، لم أجد إلا المغرب لاستقبالي وضمان دراستي الجامعية. أنا الآن مهندس دولة وأقوم برئاسة المركز الثقافي الإفريقي بالرباط. كنت بمراكش مع رئيس بلدي خلال الكوب 22 تكلمت له عن دور الهجرة الريادي في المساهمة في تنمية الدول الأصلية وأعطيته مثال المغرب ودور مجلس الجالية المغربية في تعبئة كفاءات مغاربة العالم في ديناميكية الإصلاحات في المغرب. أنا مسرور أننا مع مسؤولي مجلس الجالية المغربية سنقوم باستقبال ممثلي الجالية الرواندية في المغرب من أجل الاستفادة من التجربة المغربية».

 

مداخلة عقبت عليها  زينب ذو الفقار، وهي فاعلة مغربية بفرنسا، بالقول «إننا تحت هذه الأرڭانة نلملم تطلعاتنا كمهاجرين و يجمعنا حب قارتنا السمراء.” قبل أن تواصل سرد مسارها في الهجرة : “وصلت باريس تحت الصقيع مع سبعة من إخواتي و إخواني وليلتنا الأولى في الهجرة كانت في محطة القطار. أنا الآن حاملة لوسام الاستحقاق الجمهوري La Légion d’Honneur. بفضل تضحيات مناضلي الهجرة المغرب في تقدم مستمر، المسار مازال طويلا ولكن الأمل باق وأملي الأول أن تتحول ممثليات المغرب بالخارج إلى أماكن لخدمة المستضعفين وفي مقدمتهم كبار السن. لقد كونت جمعية بنيس لاستقبال شيوخنا و لم أرى أي مسؤول يزور هؤلاء الشيوخ أو يساعدنا في توفير الجو الملائم للحفاظ على كرامتهم أمام هول الأزمات التي يمرون بها ». تعقب

 

انتهى كلام شجرة الأرڭانة بالتأكيد على ضرورة تكثيف المشاريع العملية كتداريب الكاوادر الإفريقية، وإنتاج معارض تربوية حول مغاربة الدول الإفرقية والأفارقة من دول جنوب الصحراء المقيمين بالمغرب، ودعم المشاريع الثقافية…

1

 

3