في الوقت الذي تم اختيار المغرب لتنظيم القمة العالمية حول المناخ (كوب 22) بمراكش السنة المقبلة، والذي  يعد اعترافا بالدور الطلائعي  الذي يضطلع به المغرب في  مجال المناخ وحماية البيئة , يستقبل في ذات الوقت  نفايات قادمة من ايطاليا لما يفوق 2500 طن.

عبر المواقع الاجتماعية والتي أضحت بمثابة جس النبض للرأي العام , تجاوب عدد كبير من رواد العالم الازرق حول مشكلة النفايات القادمة من ايطاليا لردمها في الاراضي المغربية .

تطورت  قضية النفايات- الازبال –  بسرعة ودخلت الى قبة البرلمان  المغربي وهو ما دفع بوزير الداخلية السيد  محمد حصاد أن ينوب عن زميلته في الحكومة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة السيدة  حكيمة الحيطي، ليقول أمام أعضاء البرلمان بأن هذه النفايات غير مضرة, وأن قرار الاستيراد شرعي وغير مضرلصحة  المواطنين . يجرى هذا في الوقت الذي تشن فيه الجمعيات وعصبة البيئة الايطالية حربا بدون هوادة على النفايات بشكل عام .

ولتقريب الرأي العام من الموضوع حتى يتأتى  الاحاطة والالمام, ويرفع من  دائرة المعارف في هذا المجال , لابد أن نقف على مقال من عصبة البئية الايطالية حيث يوضح مجريات الاتجار الغير الشرعي في النفايات بدولة ايطاليا .

تبقى النفايات الصناعية  في ايطاليا هو المجال الأكثر خطورة في الأنشطة البيئية , لكنه في نفس الوقت يذر على مافيا النفايات أموالا طائلة .
فبدلا من التعامل معها اي النفايات وفقا للمواصفات الدولية ، والتي تضمن التخلص منها مع ترتيبات السلامة البيئية والصحية، فاٍن التخلص العشوائي لهذه النفايات يخلف أعراض مخفية حيث : يسمم الهواء ,  و يلوث المياه الجوفية , ويعمل ويساعد على تلوث الأنهار والمحاصيل الزراعية , ويهدد سلامة المواطنين مباشرة , علاوة على تلويث المعادن الثقيلة والديوكسين والمواد المسببة للسرطان .
في دولة اٍيطاليا بقوة القانون كل من يساهم في التخلص من النفايات بشكل غير قانوني يعتبر عضو في عصابة اجرامية حقيقية , فضلا عن الحاق الضرر بالمواطنين والتهرب الضريبي والاحتيال على القوانين ولهذا يعاقب بالترتيب الشركة التي تصنع هذا النوع من النفايات والجهة التي تعمل على نقلها سواء برا أو بحرا , والجهة التي تتخلص منها بشكل غير قانوني .
تلجأ الجهة التي تصنع النفايات الى  تزوير الكمية والنوع بمستندات كاذبة كي يتم نقلها والتخلص منها بسهولة وفق المعايير المعمول بها على الصعيد الدولي .
باختصار كبير في سنة 1994 قامت صحافية تدعى ايلاريا ألبي بتحقيق تلفزي عن نفايات خرجت من ايطاليا عبر البحر فوق سفن ضخمة الى دولة السومال , فتم اغتيالها فورا .

انتهى مقال عصبة البيئة الايطالية .

الاشكالية الكبيرة هو أن المجتمع المدني في المغرب وسائر الدول العربية لازال غير قادر على معرفة الاضرار والخساءر البيئية نظرا لضعف المعلومات والتكوين  , رغم أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يتفوق على البلدان العربية في عدد الجمعيات المدنية .

طبعا الموضوع يحتاج الى مناقشة كبيرة لتدارك المواقف في مثل هذه الحالة .

محمد بونوار

كاتب مغربي مقيم بالمانيا