في تداعيات الأزمة غير المسبوقة التي طرأت على البيت الخليجي، جراء سحب الإمارات، البحرين والسعودية، لسفرائها من الدوحة، رفض وزير الخارجية القطري “التفاوض على استقلالية” السياسة الخارجية لبلاده،وجدد التاكيد أن الموقف الذي اتخذته هذه الدول “لا علاقة له بأمن الخليج”.

كشفت مصادر خليجية أن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بدأت استعداداتها للمرحلة الثانية من الإجراءات ضد قطر، بعد سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة، وتشكل «المقاطعة» ،إغلاق مكتب قناة «الجزيرة» في العاصمة الرياض، ومنع الطائرات القطرية من التحليق فوق الدول الثلاث.

وقالت إن السعودية والإمارات والبحرين اكملت استعداداتها للمرحلة الثانية من الإجراءات ضد قطر، وتشمل «مقاطعة» بكل معنى الكلمة، بحيث لا تتم دعوة الدوحة لأي مناسبات أو منتديات أو مؤتمرات في هذه الدول، سواء كانت تخص مجلس التعاون أو منظمات أخرى.

وأضافت المصادر أن إجراءات المقاطعة تشمل «عدم مشاركة قطر في أي مناسبات كانت، فضلًا عن بحث منع الطائرات القطرية من التحليق فوق الدول الثلاث ما يكبد الطيران القطري خسائر كبيرة»، وذلك في أعقاب سحب سفراء الدول الثلاث من الدوحة.

تزامنًا مع الخطوات السابقة، بدأت المملكة العربية السعودية في اتخاذ إجراءات إغلاق مكتب قناة «الجزيرة» في العاصمة الرياض المصرح لها بالعمل رسميا منذ أكثر من أربعة أشهر.

وقال مصدر سعودي إن هيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع السعودية بصدد إيقاف التصاريح الإعلامية الخاصة بمراسلي قناة “الجزيرة”.

وأضاف المصدر أن القناة إحدى أدوات التصعيد ونشر الفرقة بين الخليجيين وأنها تعمل على «تأليب الرأي العام» عبر نشرات وبرامج تحرّض على الفتنة.

وتعمل قناة الجزيرة القطرية في الخليج عبر مكاتب في كل من الرياض والكويت ودبي ومسقط، فيما تم منع وإغلاق مكتبها في المنامة 2010.

وفي الرياض، كشف مسؤول سعودي أن قرار إغلاق مكتب قناة “الجزيرة” القطرية في المملكة “سيتخذ خلال أيام”، مؤكدًا منع “كل السعوديين من الكتابة والمشاركة في وسائل الإعلام القطرية المختلفة”. ونقلت صحيفة “الحياة” في عددها الصادر اليوم الاثنين عن المسؤول السعودي قوله إن الجهات الرسمية في المملكة تتجه إلى إصدار قرار بإغلاق مكتب قناة “الجزيرة” القطرية في المملكة، ومنع الصحفيين العاملين فيها من التعاون معها ووقف السعوديين عن الكتابة والمشاركة في وسائل الإعلام القطرية المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية. 

ويأتي هذا التوجه، بعد يوم واحد من إلزام وزارة الثقافة والإعلام السعوديين الذين يعملون ويكتبون في صحف قطرية بالتوقف عن عملهم فيها. كما نقلت الحياة كذلك عن مصادر إماراتية قولها إن هناك توجيهات عليا صدرت بوقف التعاون مع قطر وعدم سفر المسؤولين الإماراتيين إليها، في أعقاب قرار السعودية والإمارات والبحرين الأربعاء الماضي بسحب سفرائها من العاصمة القطرية الدوحة.

وتعصف هذه الخلافات بمجلس التعاون لدول الخليج الذي انشأ في عام 1981 ويضم بالإضافة إلى هذه الدول الأربع الكويت وعُمان. وتمكن المجلس من التوحد في أوقات التهديد بدءا من الثورة الإيرانية على الجانب الآخر من الخليج وحتى الغزو العراقي للكويت .